“أبو دجانة” الصحابي الذي تلوثت سيرته بأيدي الإرهاب
كتب – جمال مكرم
بعدما ظهر كاسم حركي تتناوب العناصر المتطرفة على استخدامه، بدءا من أبودجانة المصري إلى أبو دجانة الكناني.
وانتهاء بمفجر البطرسية محمود سليمان شفيق مصطفى معتقدين بذلك بأنهم باقتباسهم ذاك اللقب، يسيرون على درب الصحابة الأوائل لذلك ارتأينا ان نعرض تعريفا موجزا بصاحب هذا اللقب وهو:
الصحابي الجليل “أبو دجانة الأنصاري”، والذي شهد مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم العديد من الغزوات والفتوحات الإسلامية، التي مهدت الطريق أمام الإسلام نحو الانتشار والتمدد مثل غزوة بدر وأحد والخندق.
ينتمي “أبو دجانة بن ثعلبة الأنصاري” إلي قبيلة بني ساعده، وعُرف بالإقدام والبطولة وبغيرته الشديدة علي الإسلام.
اشتهر “أبو دجانة” بعصبته الحمراء، التي يرتديها حال اشتداد النزال بين المسلمين وأعدائهم، وكانت يلقبها الأنصار ب”عصبة الموت”.
اصطفي الرسول أبو دجانة عن بقية الصحابة، عندما أمسك بسيفه ونادي فيهم جميعا قائلًا “من يأخذ تلك السيف بحقها”، وعندها تباري الجميع للظفر به وعلي رأسهم “الزبير بن العوام”، لكن النبي محمد فضل صاحب عصبة الموت عنهم أجمعين، وأوصاه ألا يقتل به مسلما وألا يترك كافرا يفر منه.
وبعد وفاة الرسول، واصل “أبو دجانة” رحلة جهاده في سبيل الإسلام مع خليفته أبو بكر الصديق، بعدما كان حاضرا علي رأس جيش المسلمين، التي ذهبت إلي أرض اليمامة، لمحاربة أبو مسيلمة الكذاب مدعي النبوة.
وفي خضم معارك الردة، لجأ جيش “أبو مسيلمة” إلي أحد الحدائق وتحصنوا بها، فطلب من الأنصار أن يحملوه ويلقوه في الحديقة، وهو ما حدث بالفعل، ليبدأ في قتال تلك الفئة المرتدة، وهو يردد “لا خير في قوم بذي خيانة” ، فمازال يقاتلهم حتي نال الشهادة، بعدما رماه أحدهم بسهم في صدره أصاب قلبه، لتصعد روحه إلي بارئها.